سباق الجامعات العالمية للفوز بالتصنيفات العالمية

 

شارك المقال

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Email
LinkedIn

إقرأ ايضا

سباق الجامعات العالمية للفوز بالتصنيفات العالمية
تصنيف الجامعات العالمية هو عملية تقييم وترتيب الجامعات في جميع أنحاء العالم وفقًا لمعايير محددة. ويهدف التصنيف إلى تقييم جودة التعليم والبحث العلمي والتأثير الاجتماعي والاقتصادي للجامعات، ويساعد الطلاب وأولياء الأمور والمؤسسات التعليمية في اتخاذ القرارات المناسبة بشأن الدراسة والتعاون الأكاديمي. يمكن أعتبار التصنيفات العالمية للجامعات سباق تنافسي للفوز بجوائز البطولة وهي صدارة الترتيب في هذه التصنيفات، ولذلك يتعين على الجامعات القيام بأدوار معينة لموائمة قواعد اللعبة من أجل تأكيد شرعيتها وكسب الجدارة كلاعبين في السوق الأكاديمية العالمية. في حين يتم تمثيل بعض البلدان بشكل جيد في صدارة جداول الترتيبات للسباق، يتم انضمام البعض الآخر إلى السباق واختيار برامج مختلفة لتحسين مواقعهم في هذه اللعبة ذات الرهانات العالية والمنافسة الشديدة التي تمثلها هذه التصنيفات. تستخدم مؤسسات التصنيف العالمي مجموعة متنوعة من المعايير والمؤشرات لتقييم جودة التعليم في الجامعات، ومن بين هذه المعايير:
  • جودة التدريس والتعلم والتفاعل بين الطلاب والأساتذة.
  • البحث العلمي والإنتاجية العلمية للجامعة.
  • التأثير الاجتماعي والاقتصادي للجامعة.
  • الموارد المالية والبنية التحتية للجامعة.
  • السمعة الأكاديمية للجامعة.
  • نسبة الطلاب إلى الأساتذة.
ومن المهم أن نلاحظ أن هذه العوامل قد تختلف بين الجامعات والمؤسسات المسؤولة عن التصنيف، وقد يتم استخدام مجموعة متنوعة من المعايير والمؤشرات لتقييم جودة التعليم في الجامعات.. توجد إصدارات متعددة لتصنيف الجامعات ومؤسسات التعليم العالي إلا أن أهم التصنيفات المعتبرة والأكثر أهمية حاليا:
  1.      تصنيف شانغهاي للجامعات (Academic Ranking of World Universities – تصنيف شانغهاي:
    • بدأ هذا التصنيف في عام 2003 وهو معروف أيضًا باسم تصنيف شانغهاي للجامعات.
  2. تصنيف جامعات QS (QS World University Rankings):
    • تم إطلاق تصنيف جامعات QS World University Rankings في عام 2004 بواسطة مؤسسة Quacquarelli Symonds (QS)، وهي مؤسسة تعمل في مجال التعليم العالي.
  3. تصنيف الجامعات لتايمز هايرويدوكيشن (Times Higher Education World University Rankings):
    • تأسس تصنيف Times Higher Education World University Rankings في عام 2004 وهو مبادرة من مؤسسة “Times Higher Education”، وهي مجلة معروفة تختص بالشؤون الجامعية والبحث.
وتعتمد هذه المؤسسات على منهجيات مختلفة في تصنيف الجامعات، وبذلك تختلف هذه التصنيفات في نتائجها..   التصنيف العالمي للجامعات: QS 2024  مثالآ سندرس آخر تصنيف صدر في حزيران 2023 عن (كيو أس) وهو QS 2024 الذي يعتمد على عوامل تعكس المعايير التعليمية لكل جامعة وجهودها البحثية، ومنها عدد البحوث المنشورة في مجلات علمية راقية ومعايير الجودة والاستدامة ونوعية البرامج والتأثير الاقليمي والدولي ونسبة عدد التدريسيين الى الطلبة وعدد الطلبة الاجانب ومعدلات التوظيف بعد التخرج وغير ذلك من المعايير الاكاديمية المعروفة. وتحسب النقاط بشكل مركب ونسبة وزن كل معيار من المعايير. في هذا العام كان عدد الجامعات المصنفة 1500 جامعة، وقد هيمنت جامعات أميركية شمالية وأوروبية على المراكز العشرة الأولى عالميا. (جدول 1) وتصدر معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا القائمة وجامعة كامبريدج بالمركز الثاني، بينما جامعة أكسفورد (الثالثة)جاءت بعدها جامعات هارفرد وستانفورد الأميركيتين وإمبريال كوليدج البريطانية. الجامعات العشرة الأولى عالميا  (جدول 1)   الجامعات العربية كان ترتيبها (جدول 2) كالتالي:
الترتيب عالميآ الترتيب عربيآ الدولة الجامعة
143 1 السعودية جامعة الملك عبدالعزيز
173 2 قطر جامعة قطر
180 3 السعودية جامعة الملك فهد
203 4 السعودية جامعة الملك سعود
226 5 لبنان الجامعة الأمريكية / بيروت
230 6 الأمارات جامعة خليفة / أبو ظبي
290 7 الأمارات جامعة الأمارات
310 8 قطر جامعة حمد بن خليفة
364 9 الأمارات الجامعة الأمريكية / الشارقة
371 10 مصر جامعة القاهرة                  
415 11 مصر الجامعة الأمريكية / القاهرة
454 12 عمان جامعة السلطان قابوس
465 13 الأمارات جامعة الشارقة
498 14 الأردن الجامعة الأردنية / عمان
(جدول 2): ترتيب الجامعات العربية عربيا وعالميا   حسب هذا التصنيف احتلت جامعة سارلاند الالمانية الترتيب 600 وعدد النقاط 19.9 بعدها يبدأ الترتيب 601 -610 بدون اعطاء نقاط (اي أقل من 20 بالمائة) وبعد الرقم 700 تصنف كل خمسين جامعة بنفس المجموعة بدون اعطاء نقاط مع اختلاف ضئيل بينها. الجامعات العراقية (جدول 3):                                                                                                                       جامعة بغداد تقع ضمن المرتبة 951-1000 بدون نقاط، الجامعة المستنصرية ضمن المجموعة 1001-1200 جامعة بابل وجامعة البصرة ضمن المجموعة 1201-1400.. والمؤلم كثيرا ان الجامعات العراقية هي من الجامعات المتراجعة في التصنيف مثلا جامعة بغداد كان ترتيبها في سنة ضمن المجموعة 501-550 فنزل الى المجموعة 951-1000، بينما كانت الجامعة المستنصرية في سنة 2019 ضمن المجموعة 701-750 فهبطت الى المجموعة 1001-1200 وهي على هذا الترتيب للسنة الرابعة. جامعة بابل كانت في سنة 2019 ضمن الترتيب 801-1000 فهبطت الى الترتيب 1201-1400، وجامعة البصرة في سنة 2021 كانت ضمن المجموعة 1001 – 1200 نزل ترتيبها الى 1201-1400 وللأسف كل هذه الجامعات في أسفل القائمة.
الترتيب عالميآ الجامعات العراقية
951-1000 جامعة بغداد
1001-1200 الجامعة المستنصرية
1201-1400 جامعة بابل
1201-1400 جامعة البصرة
(جدول 3) : ترتيب الجامعات العراقية   أن أهمية تصنيفات الجامعات والكليات عالمياً تكمن في كونها تعطي صورة تقريبية لمستوى أي جامعة وتطورها مقارنة مع نظيراتها، وبذلك تساعد الطلبة في اتخاذ قرار المفاضلة بين الجامعات، لانتقاء البرامج الأكثر تميزاً من جهة، والحصول على الوظيفة المستقبلية بشكل سهل من جهة أخرى. عمليا تؤدي هذه التصنيفات إلى رفع مستوى التنافس العلمي فيما بين الجامعات عالمياً، كما تعتبر مقياس حقيقي لجودة التعليم، وتعطينا فكرة واضحة عن منزلة الجامعات، ودورها في تحقيق الأهداف التي تضعها الدول والحكومات عموماً، انطلاقاً من استراتيجياتها التنموية العامة، وهذه بالتأكيد غير منفصلة عما هو سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي أو ثقافي.. الواقع والطموح كما لاحظنا فأن ترتيب الجامعات العراقية في سباق التصنيفات العالمية لا يسر، وهو للأسف يشير الى واقع متدني في هذا القطاع الحيوي لتطور المجتمعات. كما لوحظ أيضا من خلال هذا التقرير أن بعض الجامعات العربية وخصوصا الخليجية قد خطت خطوات مهمة في تحسين ترتيبها في هذا السباق العالمي.. توجد العديد من الأفكار التي يمكن اعتمادها لتطوير تصنيف الجامعات في العراق، ومنها:
  1. تحسين جودة التعليم والبحث العلمي في الجامعات العراقية، وتشجيع الجامعات على تطوير البحث العلمي.
  2. تعزيز التعاون الدولي والشراكات بين الجامعات العراقية والجامعات العالمية الأخرى.
  3. تطوير مؤشرات تصنيف الجامعات العالمية الخاصة بالجامعات العراقية، وتضمين مؤشرات تقييم جودة التعليم والبحث العلمي والابتكار والتطوير التكنولوجي والتعاون الدولي.
  4. تشجيع الجامعات العراقية على تطوير بنيتها التحتية وتحسين خدماتها الأكاديمية والمجتمعية، وتوفير بيئة تعليمية محفزة.
  5. تشجيع الجامعات العراقية على الاحتفاظ بأفضل الأساتذة والتدريسيين، وتوفير بيئة عمل مريحة لهم.
  6. تعزيز الدور الاجتماعي والاقتصادي للجامعات العراقية، وتشجيعها على المساهمة في تطوير المجتمعات المحلية والوطنية.
  7. تطوير مبادرات لتصنيف الجامعات العراقية وفقاً للمعايير الدولية المعتمدة، وتشجيع الجامعات العراقية على المشاركة في هذه المبادرات وتحسين أدائها لتحقيق مكانة أفضل في التصنيفات العالمية.
في تقديرنا أن العقبة الرئيسية التي تواجه الكثير من بلدان العالم الثالث ومنها العراق، هي عدم الاستقرار السياسي والأقتصادي والذي بالتأكيد يعرقل عملية تحسين جودة التعليم والبحث العلمي في الجامعات، ويقلل من جذب الأساتذة والباحثين المتميزين، حيث يمكن أن يفضلوا الانتقال إلى بيئات أكاديمية أكثر استقرارًا وفرصًا، وبذلك يحد من قدرتها على التنافس العالمي لنيل مراتب متقدمة في التصنيفات العالمية. فالدول لا يمكن أن تنهض بقطاع معين بمعزل عن القطاعات الأخرى.. فلا يمكن أن يرتقي التعليم العالي مثلا بوجود نظام صحي متخلف وطرق مواصلات متهالكة ونظام مصرفي بائس …. ولهذا نأمل من صانعي السياسات في هذه البلدان العمل على ترسيخ قيم السلم والعدالة والديمقراطية داخل المجتمع، بالتوازي مع التركيز على إصلاح الجامعات والمؤسسات عموماً، ومن دون ذلك يصعب التحدث عن انتقاله تعليمية نوعية..
المصادر:
  1. https://www.topuniversities.com/university-rankings/world-university-rankings/2024
  2. https://www.topuniversities.com/university-rankings/world-university-rankings/2023
  3. https://www.timeshighereducation.com/world-university-rankings/about-the-times-higher-education-world-university-rankings
  4. https://www.shanghairanking.com/rankings/arwu/2023
  5. https://www.usnews.com/education/best-global-universities/articles/methodology