- طب و صحة
- الانجاب , العقم , العلاج
مشاكل العقم وعلاجه والحالة النفسية للزوجين
تحكم بحجم الخط
TALAL ALDARAWSHA
بكالوريوس علوم الحياة من كلية العلوم - جامعة كربلاء و الماجستير في علم الاجنة السريري من جامعة اسطنبول يني يوزيل - تركيا. حاليا أدرس الدكتوراه في تخصص علم الانسجة و الاجنة في تركيا .موظف في وزارة الصحة العراقية - دائرة صحة كربلاء - مستشفى السفير الحسين الجراحي . خبرة العمل في المختبرات الطبية اكثر من عشرة سنوات.
مقالات الكاتب
عدد الزيارات : 93
شارك المقال
Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Email
LinkedIn
إقرأ ايضا
مشاكل العقم والحالة النفسية للزوجين
يُعرَّف العقم بأنه عدم القدرة على الإنجاب بعد عدة محاولات لمدة عام واحد على الأقل من الزواج. يمكن أن يكون ناتجًا عن عوامل مختلفة يشارك بها الزوج و الزوجة، بما في ذلك الحالات الطبية والعوامل الوراثية وعوامل نمط الحياة وغيرها من العوامل. يمكن أن يكون للعقم تأثيرا كبيرا على الحالة النفسية للزوجين. من الممكن أن تشكل تجربة العقم و عدم القدرة على الإنجاب تحديًا عاطفيًا للأزواج الذين يمر عليهم عام واحد أو أكثر من دون الحصول على حمل وطفل. كذلك يمكن أن يؤدي العقم إلى الشعور بخيبة الأمل والحزن والقلق والإحباط والغضب و أن تكون هذه المشاعر بخيبة الأمل قوية بشكل خاص للأزواج الذين يحاولون الحصول على الحمل لفترات طويلة. بالنسبة للنساء ، يمكن أن يؤثر العقم على تقديرهن لذاتهن وهويتهن وشعورهن بالأنوثة. قد يشعرون بأنهم يفشلون كامرأة أو زوجة لأنهم غير قادرين على الإنجاب. كذلك بالنسبة للرجال يشعرون بأنهم يفشلون كزوج أو معيل إذا كانوا غير قادرين على إنجاب طفل و الذي يؤدي الى الانطواء بين نفسه و الابتعاد عن عائلته وأصدقائه و محيطة العملي. يمكن أن يسبب العقم لفترات طويلة من السنين أيضًا توترًا في العلاقة بين الزوجين. يمكن أن يؤدي ضغوط العقم إلى صراعات بين الزوجين و الذي يؤدي إلى ألقاء اللوم على بعضها البعض، وبالمقابل قد يكافحان للتواصل بشكل فعال و الحصول على نتائج ايجابية في فترات قياسية أو العكس قد يؤدي إلى الانفصال وتهديم كل بناء بين الزوج و الزوجة. من الضروري للأزواج الذين يعانون من العقم طلب الدعم من العائلة والأصدقاء والمتخصصين في الرعاية الصحية في مراكز علاج العقم و تأخر الإنجاب. و التي يمكن أن تكون مجموعات الاستشارة والدعم هذه مفيدة جدا أيضًا للأزواج الذين يعانون من مشاكل العقم و تأخر الحمل و الإنجاب.كيف يمكن أن يؤثر العقم على الحالة النفسية؟
بعض من النقاط المهمة لتأثيرات العقم و تأخر الحمل و الإنجاب على الحالة النفسية للزوجين:- مشاعر الحزن والفقد: يمكن أن يؤدي العقم إلى الشعور بالفقدان والحزن ، حيث قد يشعر الأزواج بالحزن على الطفل الذي لا يستطيعون إنجابه. هذا الشئ قد يكون صعبًا بشكل خاص بالنسبة للأزواج الذين حاولوا الحصول على الحمل لفترات طويلة ومتكررة واستثمروا الوقت والمال والعواطف في جهودهم.
- التوتر والقلق: يمكن أن يكون العقم مصدر ضغط كبير ، مما يؤدي إلى القلق وكذلك القلق بشأن ما إذا كانوا قادرين على الحصول على الحمل ومن ثم الطفل أم لا. يمكن أن يؤثر ضغط العقم أيضًا على مجالات أخرى من الحياة ، مثل العمل والعلاقات الاجتماعية ونوعية الحياة مع المحيط بشكل عام.
- الاكتئاب وتدني الحالة المزاجية: يمكن أن يؤدي العقم أيضًا إلى الشعور بالاكتئاب وتدني الحالة المزاجية ، حيث قد يشعر الأزواج باليأس واليأس من عدم قدرتهم على الإنجاب. يمكن أن يؤثر الاكتئاب على الرفاهية العامة للزوجين وقد يؤدي إلى فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كانت ممتعة في أو زواجهم.
- إجهاد العلاقة: يمكن أن يشكل العقم ضغطًا على العلاقة بين الأزواج ، حيث قد يواجهون صعوبة في التواصل بشكل فعال وقد يواجهون صراعات تتعلق بصراعات الخصوبة. قد يكون هذا وقتًا صعبًا للأزواج ، ومن الضروري إعطاء الأولوية للتواصل المفتوح وطلب الدعم من العائلة و الأصدقاء و مراكز الرعاية الصحية.
- قضايا الهوية: يمكن أن يؤدي العقم أيضًا إلى مشكلات تتعلق بالهوية ، حيث قد يتساءل الأفراد والأزواج عن دورهم كآباء وعما إذا كانوا يحققون التوقعات المجتمعية المتعلقة بتنظيم الأسرة أم لا. هذا يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالذنب وعدم الكفاءة في المجتمع.
- الإجهاد : يمكن أن يكون العقم مصدرًا مهمًا للتوتر و الإجهاد والضغط على الزوجين. يمكن أن يؤدي ضغوط العقم إلى صراعات بين الأزواج ، وقد يكافحون من أجل التواصل بشكل فعال. بالإضافة إلى ذلك ، يمكن أن يؤثر ضغوط العقم على مجالات أخرى مثل العلاقة الحميمة والمودة والدعم العاطفي.
- الشعور بخيبة الأمل والحزن: يمكن أن يؤدي العقم إلى الشعور بخيبة الأمل والحزن ، حيث قد لا يتمكن الأزواج من إنجاب الطفل الذي كانوا يأملون فيه.
- الاختلافات في استراتيجيات المواجهة: قد يختلف الأزواج في استراتيجيات التأقلم للتعامل مع العقم. على سبيل المثال ، قد يرغب أحد الشركاء في متابعة العلاج الطبي ، بينما قد يفضل الآخر استكشاف خيارات بديلة. يمكن أن تؤدي هذه الاختلافات في استراتيجيات المواجهة إلى صراعات وتحديات للزوجين.
- العزلة الاجتماعية: يمكن أن يؤدي العقم إلى الشعور بالعزلة الاجتماعية ، حيث قد يشعر الأزواج بأنهم لا يتناسبون مع أصدقائهم وعائلاتهم الذين لديهم أطفال. يمكن أن يمثل هذا الشعور بالعزلة تحديًا للأزواج ويمكن أن يؤثر على رفاهيتهم العامة وحالتهم الاجتماعية.
- ضغوطات مالية: يمكن أن تكون علاجات العقم باهظة الثمن ، ويمكن أن يشكل العبء المالي عبئًا على الزوجين. قد يواجه الأزواج صعوبة في إدارة التكاليف الباهظة الثمن المرتبطة بعلاجات العقم و تأخر الحمل، وقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الضغط على الزوجين.
هل العقم يؤدي إلى فشل في بناء أسرة صحية في المجتمع؟
كلا لا يؤدي العقم بالضرورة إلى الفشل في بناء أسرة صحيحة في المجتمع. هنالك العديد من الطرق التي يمكن للأزواج من خلالها بناء أسرة متحابة و صحيحة، حتى لو كانوا غير قادرين على إنجاب طفل بشكل طبيعي. وهنا بعض الأمثلة:- أسلوب حياة خالٍ من الأطفال: يختار بعض الأزواج بناء أسرة صحية بدون أطفال. يمكن أن يشمل ذلك التركيز على النمو الشخصي وبناء علاقات قوية مع المحيط والأصدقاء والعائلة والسعي وراء وظائف وهوايات ذات مغزى وفائدة كبيرة للمجتمع.
- التبني: التبني خيار قابل للتطبيق للأزواج غير القادرين نهائيا على إنجاب طفل بشكل طبيعي كذلك يوفر التبني الفرصة لمنح الطفل منزلًا محبًا وبناء أسرة صحيحة.
- تأجير الأرحام: تأجير الأرحام هو خيار آخر للأزواج غير القادرين على إنجاب طفل بشكل طبيعي. يتضمن تأجير الأرحام استخدام أم بديلة لحمل طفل للزوجين.
- الحضانة: توفر الحضانة الفرصة لرعاية الأطفال الذين يحتاجون إلى منزل آمن ومستقر. يمكن أن توفر الرعاية تجربة مجزية وفرصة لبناء أسرة صحيحة.
هل يمكن أن تكون مراكز العقم مهمة لعلاج الحالة النفسية للأزواج؟
نعم وبكل تأكيد، يمكن أن تكون مراكز علاج العقم و التقنيات المساعدة على الحمل و الإنجاب مهمة لعلاج الحالة النفسية للأزواج الغير قادرين على الحصول على الحمل و الأطفال بعد مرور عام كامل من الزواج. عادة ما يكون لمراكز العقم متخصصون في الرعاية الصحية الإرشادية النفسية من ذوي الخبرة في علاج التحديات العاطفية للعقم و تأخر الحمل و الإنجاب. يمكن لهؤلاء المهنيين تزويد الأزواج بالدعم العاطفي والموارد التي يحتاجونها لإدارة التأثير النفسي لهم. يمكن لمراكز العقم أيضًا أن توفر للأزواج إمكانية الوصول إلى التدخلات الطبية مثل تقنيات الإنجاب المساعدة على الحمل. يمكن أن تساعد هذه التدخلات الأزواج على الحمل وتقليل القلق والتوتر كذلك يمكن لمراكز العقم أيضًا تزويد الأزواج بالمعلومات والموارد حول التبني والخيارات الأخرى لبناء الأسرة. بالإضافة إلى توفير الدعم الطبي والنفسي ، يمكن لمراكز العقم أيضًا أن توفر إحساسًا بالانتماء للمجتمع المحيط بهم و أنهم أناس فعالون في مجتمعهم. ويمكن أن توفر مراكز العقم مساحة للأزواج للتواصل مع الآخرين الذين يمرون بتجارب مماثلة. يمكن أن يساعد ذلك الأزواج على تقليل الشعور بالوحدة وتزويدهم بنظام دعم لمساعدتهم على إدارة التحديات العاطفية لمشكلتهم في العقم وعدم الإنجاب. بشكل عام ، يمكن أن تكون مراكز علاج العقم و التقنيات المساعدة على الحمل و الإنجاب مصدرًا مهمًا للأزواج الذين يتعاملون مع التأثير النفسي لهذه المشكلة التي يواجهها الكثير من الأزواج حديثي الزواج. من خلال توفير الدعم العاطفي والتدخلات الطبية والشعور بالانتماء للمجتمع ، يمكن لمراكز العقم مساعدة الأزواج في إدارة تحديات العقم والمضي قدمًا في بناء الأسرة صحيحة.
المصادر :
- Peterson, B. D., Newton, C. R., & Feingold, T. (2007). Anxiety and sexual stress in men and women undergoing infertility treatment. Fertility and Sterility, 88(4), 911-914. https://doi.org/10.1016/j.fertnstert.2006.12.036
- Domar, A. D. (2018). The psychological impact of infertility: a critical review. Obstetrics and Gynecology Clinics, 45(4), 723-733. https://doi.org/10.1016/j.ogc.2018.07.007
- Gameiro, S., Boivin, J., & Dancet, E. A. F. (2012). Why do patients discontinue fertility treatment? A systematic review of reasons and predictors of discontinuation in fertility treatment. Human Reproduction Update, 18(6), 652-669. https://doi.org/10.1093/humupd/dms031
- Luk, B. H. K., & Loke, A. Y. (2015). The impact of infertility on the psychological well-being, marital relationships, sexual relationships, and quality of life of couples: a systematic review. Journal of Sex and Marital Therapy, 41(6), 610-625. https://doi.org/10.1080/0092623X.2014.958342
- Pasch, L. A., Holley, S. R., Bleil, M. E., Shehab, D., Katz, P. P., & Adler, N. E. (2016). Addressing the needs of fertility treatment patients and their partners: are they informed of and do they receive mental health services? Fertility and Sterility, 105(1), 66-73. https://doi.org/10.1016/j.fertnstert.2015.09.014