انطولوجيا الوباء وتأثيراته في الوجود الانساني (قراءة مقارنة في بلاء سجن الامام الكاظم (عليه السلام))

 

شارك المقال

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Email
LinkedIn

إقرأ ايضا

لم تكن تلك اللحظات باقل مأساة مما يحدث للبشر في هذا الوقت، المفارقة الوحيدة والتي تصب في صالح الجماعة البشرية ان الجميع تساوى في عملية الابتلاء الذي طرأ على العالم فيأتي الدعم من هنا او من هناك دون المنع على واحد منهم، سواء كان هذا الدعم معنوياً او مادياً كالتفكير بعملية الاستشفاء وإنقاذ المجتمعات البشرية النامية من عظيم فتك الوباء بهم. بينما الذي صار مع الامام الكاظم (عليه السلام) لم يتكفل بتحمل أعباءه ومعاناته سواه، بل انه تحمل مسؤولية الحالة لوحده نيابة عن جميع الرافضين لتلك الحكومة الظالمة التي عاصرها الامام، وما كانت الحكومة تصنعه من عذاب وتنكيل واستهداف للبشرية التي تقبع تحت سلطتها سلباً لقدراتهم المالية والمعنوية، لعلها تستطيع ان تثبت أركانها الى امدٍ ليس قصير، وكذلك إتماماً لفلسفة السيطرة على المجتمع المدني والعسكري والسياسي، وقد نجح الملك هارون في ذلك مع غالبية الطبقات الشعبية، و لكنه فشل فشلاً ذريعاً مع امام ذلك الزمان الامام الصابر الكاظم (عليه السلام) .

كان التفكير يشغل عقل هارون الذي وفي كل مناسبة كان يرنوا السيطرة على المفاهيم والقيم التي يمتلكها أبناء المجتمع الإسلامي من خلال تلك القيمة الإنسانية التي تثبت حجم تعلقهم بنبيهم الكريم (صلى الله عليه واله) فراح يحاول ان يستغل نسب العمومة به؛ ليتحكم بالعقل الجمعي لعله يصل للمرتبة العليا التي امتلكها أبناء فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) وعلي (عليه السلام) ابن عمه وصهره، لكنه في كل محاولة كان الفشل يتملكه والإحباط يجعله يرى النهار سواداً داكناً يعمي بصره وبصيرته فقرر التوجه نحو المدينة ويستقدم الجميع لمقابلته، بحركة سياسة على ما بدى له انها ذكية وفيها الكثير من الرسائل سيما اذا كان احد المستقبلين هو الامام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام).

شَدَّ هارون الرحال واتجه بموكبه العظيم نحو المدينة وخرج الوجهاء والمدراء والحاكم في موكب عريق لاستقباله، واجبر اخرون من الوجهاء على الخروج واستقبال الملك هارون وهذه المرة كان ابن رسول الله (صلى الله عليه واله) من ضمن المستقبلين…!

عند وصول هارون الى قبر نبي التوحيد وخاتم المرسلين بدأ فعلياً بأطلاق كلماته التي يحاول ان يجعل المستمعين اليها يؤمنون ايماناً قطعياً ان ما وراء هذه الثقة التي سيتحدث بها نسب عريق وعلقة قديمة تجمع هارون الملك بصاحب هذا القبر المبارك، فما ان دنى من قبره العظيم حتى قال: السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك يا بن العم، مفتخرا بذلك على غيره.

فتقدم أبو الحسن موسى بن جعفر إلى القبر فقال: السَّلامُ عليكَ يَا أَبَتِ [1].

تغيير وجه هارون تغيراً وصل حد الغضب وراح يستهدف الامام في حديثه، بمحاولة منه لإنقاذ الموقف واسترجاع ذلك الشرف لنفسه، لكنها الهيهات، فليس له من هذا الشرف الا النسب البعيد الذي لن يصمد امام من ورث اللحم والدم والعلم والفكر بعقليته المتجددة مع الزمن الذي يقطنه ويسكن فيه.

ورغم ذلك القرب الذي تحلى فيه الامام (A) الا انه اتخذ من السياسة في الرأي طريقاً للرد على هذا الجبار الذي يحاول ان يسترق ما ليس له فيه علم، ولم يترك هارون الامر دون الرد بل عمل على المحاولة لعله يستطيع ان يسقط الامام الكاظم (عليه السلام) بالرأي والدهاء، وحاشى ان يكون ما تفوه الامام به مجرد دعوى، فراح يبحث عن المخرج : لِمَّ قلتَ إنك أقرب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مِنّا ؟!!

فأجابه الامام بسؤالٍ جعله يتطاير من الفرح والسرور: لو بُعِث رسولُ اللهِ حَيّاً ، وخطب منك كَريمَتَك ، هل كنتَ تجيبُه إلى ذلك؟

وراح هارون مهرولاً بإجابته قانعاً فرحاً مغتراً ومفتخراً هارون: سبحان الله !! وإني لأفتخر بذلك على العرب والعجم .

بذلك أقام الامام (عليه السلام) الدليل الصلب عليه مفاجئا بقوله ورده على هارون اذ قال: ولكنه لا يَخطِبُ مني ، ولا أُزَوّجه ، لأنه وَالدُنا لا والدكم ، فلذلك نحنُ أقربُ إليه منكم  .

واصل الامام بعد ذلك الدليل بدليلٍ اخر على قوله فقال لهارون : هل يجوزُ لرسول الله أن يدخلَ على حرمك وَهُنّ كَاشفات؟

فقال هارون : لا .

ليجيبه الإمام ( عليه السلام ) بردٍ اعظم واصفاً بذلك عمق الصلة به مع النبي وبعد صلة هارون عنه (صلى الله عليه واله): لكن لَه ( صلى الله عليه وآله ) أنْ يدخُل على حرمي ، ويجوز لَهُ ذلك ، فَلِذلك نحنُ أقربُ إليهِ منكم .

فثار الرشيد ، ولم يجد مسلكاً ينفذ منه لتفنيد حجة الإمام ( عليه السلام ) ، وانطوت نفسه على الشر .

هذه الالتفاتة العبقرية والتي ألقمت هارون حجراً قاسياً جعلته يتفجر غضباً وقسوة مع ما كان يملكه من شر وبغض لال محمد (صلى الله عليه واله)  فتحت بوابة الشر علانية على الامام (عليه السلام) فجاء البلاء بعد ذلك على شكل قرار ملكي بسجن الامام (عليه السلام) بهدف التنكيل والاخفاء له.

هذا السجن الذي سيجيء وبهذه الكيفية والهيئة كان البلية التي ابتلى الله بها الامام الصابر، والتي  كانت واقعاً كاشفة عن عظيم النفس والروح التي تجلت وتنزهت عن السقوط بهاوية الاستسلام لطاغوت الزمان وفرعون المملكة .

بدأت السلطة العباسية بحملة اعتقال للأمام الكاظم وكانت الحيرة واضحة على محياهم من خلال مراحل السجن التي مرروا الامام بها من سجن البصرة البعيد الى سجن الطامورة المظلمة في بغداد تحت يد اقسى السجانين السندي بن شاهك.

هذا السجن المظلم لم يكن للأمام القدرة ان يميز النهار من الليل، ولم يكن يعرف مواقيت الصلاة فيه الا عن طريق السجانين الذين تعاطفوا معه؛ لرؤيتهم حجم ذلك النبل والخلق والتعبد الذي عليه، فكانوا يأتون اليه الحين والأخرى يبلغوه بموعد الصلوات وما التوقيت الذي هو فيه..

رغم البلاء الذي مرّ بالأمام السجين الا انه لم يستسلم للامتحان الجسيم، وفي كل وقت تجده يجدد العهد مع الله حامداً شاكراً لجميل البلاء الذي ابتلاه به، والذي جعله متفرغاً تمام للعبادة والتنسك فحول السجن المظلم الى مصباحا ًينير به قلوب المعوزين للرشاد والوصول الى الله تعالى.

كان (عليه السلام) رغم البلاء الصعب يرى انه في خير وسلام فقد عاش السلام الروحي تماماً وبشكل حرفي، بعيداً عن ضجيج الدنيا وشوائبها التي توجع قلوب المخلصين الطالبين مرضاته جلى علاه، فكان لا ينفك ان يدعوا بهذا الدعاء الجليل: اللهم إنّك تعلم أنّي كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك ، اللهم وقد فعلت ، فلك الحمد[2] .

فالسجن في رؤية الامام (عليه السلام) انما هو ابتلاء ينقضي مثلما ينقضي الرخاء، وهذا مفهوماً منطوقه (عليه السلام): إنه لن ينقضي عنّي يوم من البلاء إلّا انقضى عنك معه يوم من الرخاء حتّى نفضي جميعاً إلى يوم ليس له انقضاء يخسر فيه المبطلون [3].

فمهما طال بلاء المؤمن لن يتغير في تفكيره شيئاً باتجاه ما يملك ويسكن، ما يعانيه ، وما يتألم بسببه، فبلاء المؤمن حسب تقريراته انما هو خيرٌ ساق الله إياه باي شكل كان وعلى أي شكل يكون، ان كان بسبب خارجي او كان سبب داخلي فبلاء المؤمن نعمة يمر بها؛ ليرتقي الى منصب اعظم فيتوسد المرتبة التي يستحق بين المؤمنين، قال الامام الصادق (عليه السلام)  إن المؤمن يبتلى بكل بلية ويموت بكل ميتة إلا أنه لا يقتل نفسه.

مهما تمر على المؤمن من بلاء لن يتقاعس عن ذكر الله، لن يعترض على حكم الله، يرضا بما وهبه وبما اخذ منه فالكل عائداً الى الله بفضله ومنه ورحمته، وجائزة المؤمن وان جاءت متأخرة ستجيئ على افضل وجه واحسن هيئة ومقام.

ان المعاناة وان كانت بسبب مادي او معنوي لن تجعل المخلصين يستسلمون للشيطان او انهم يتخذون طريق الرفض السلبي طريقة لتعبير عن خلجات انفسهم ، فمن الأيدولوجيات الحديثة التي تسببها الواقع الاجتماعي فكرة الانتحار بسبب ما حجم الضغوطات التي اتعبته، رغم ان هذا الانتحار انما خروج عن الفكرة الانسانية فإجهاض الروح وقتلها انما هو فعل شيطاني لن يجعل اقرب المقربين يتعاطف معك، ومهاما كانت الظروف التي تمر بها لن تعطيك أي مسوغ لفعل هذا الامر الشنيع بنفسك، فالروح هبة الله وأمانته عندك، والوجب الذي عليك تجاهها هو المحافظة عليها ومنحها ما تستحق، ولن تتحقق الفرص والاهداف الا بالسعي والاجتهاد والعمل الهادف لتحصيل المراد والاهداف.

واقعاً من الظروف الحرجة التي عج العالم بها وباء كورونا وما لحقه من تأثيرات سلبية اقتصادية وسياسية ونفسية جعلت الكثيرين يتعرضون للازمات على الصعيد المالي او الاقتصادي او حتى الحبس في المنازل وعدم الحصول على فترات تنزه كافية وان حصل على ذلك فسيعيش حالة من الرعب والخوف الى حدٍ لن يستمتع بذلك كفاية.

ان البلاء الذي تعرض له العالم حمل في طياته امتحاناً جسيم لمعدن الإنسانية في ذات البشرية، وصار بسبب ذلك على كل فرد من افراد المجتمعات بصورة عامة واجب ملح وهذا الواجب عيني لا كفائي كونه يتحمل مسؤولية حماية نفسه من الإصابة والاخرين اذن هو مسؤول تجاه نفسه والبقية في مجتمعه.

بسبب هذا الابتلاء الذي تعرضت له المجتمعات انكشف الغطاء عن التوجه البشري والى أي مدى تتحلى هذه المجتمعات العالمية بالإنسانية وافكارها المدعاة في هذا الاتجاه، لتذهب تلك الدول العظمى باتجاه الطموح والسيطرة من خلال ما توصلت له من عقاقير ولقاح خاص للوقوف بوجه هذا العدو الخفي، الذي انكسرت عند اعتابه حيلة البشر وخضعت لقوة اصابته واعراضه و هيمنته ، فراح الكبير والصغير المتسلط والضعيف يبحث عن الحل لعله يخرج من هذه البودقة المفروضة عليه، لكنها تبقى الحيلة الضعيفة ان لم يتجه هذا البشري الى المخلص الحقيقي الله جل علاه سيتعرض لنكبات متتالية.

ان هذه الحالة تجعلنا نتأمل بقوله الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: الآية 15] والذي تسامت فيه قدرة الله العظيم وخضعت له قدرة البشر، واضمحلت المقومات بسبب هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين، فانه مهما كان ما توصل له البشر من تطور وقدرة يبقى بحاجة ملحة الى المنقذ الرحيم يستطيع ان يخرجه من هذه الدائرة المغلقة، ومثلما للتطعيم دور في عملية الاستشفاء، كذلك ان للدعاء واللجوء الى الله الدور الأبرز والاعظم في عملية حماية البشر وانقاذهم مما هم فيه، فرجوع الى الله يكمن السر كونه الفاعل الواجب.

في هذه الحالة المأساوية، وما عاشته البشرية كان للمجتمعات الدينية ميزتها التي تميزت بها عن بقية المجتمعات من خلال ما قدمه الزعيم الديني من توجيهات تخص هذه الموجة الوبائية والتي ساعدت بشكل واخر في عملية الإنقاذ والدعم والمساندة ورعاية المجتمع وحفظه، ففي العراق على سبيل التحديد اخذت المرجعية الدينية المتمثلة بالمرجع الأعلى الامام السيستاني (دام ظله) الدور الأبرز من خلال السبل الإنسانية التوجيهية التي ساعدت المجتمع بشكل واخر على عبور هذه الازمة وكان من تلك الأساليب الاحترازية :

اولاً:

فتوى التكافل الاجتماعي بدورها قدمت الدعم الكافي للعوائل المتعففة و أصحاب الدخل المحدود من خلال اسناد معيشتهم، والتكفل بما يسد حاجياتهم الملحّة (الغذائية والعلاجية والصحية)، وهذا يمكن وصفه انه الحلّ الاقتصادي لعبور الازمة المالية لمن تعرض للإصابة بهذا الوباء او من لم يتمكن من الخروج والعمل وسد حاجياته بسبب التوجيهات التي وجهتها الحكومة العراقية لأبناء الشعب العراقي..

ثانياً:

رغم الدافع الديني واهمية قيام الصلوات الخمس والجمعة ومالها من تأثير على المجتمع الان ان المرجعية الدينية ارتأت ومن دافع المسؤولية إيقافها جماعة مع التجمعات الدينية، توجيهاً حريصاً منها على أهمية الالتزام وحماية الفرد والمجتمع من مخاطر الاختلاط، وفعلياً قد ساعد هذا التوجيه بشكل واخر بعملية حماية الجميع من خطر الوباء وقد لاقى التوجيه من قبل المرجعية قبولاً على مستوى عالي حكومي وشعبي.

ثالثاً:

كما وجهتْ المرجعية المجتمع اسراً وافراداً بأهمية الاستفادة من الوقت خلال الحجر المنزلي، من خلال ممارسة العبادات والدعاء، والاطلاع على الكتب وتعلم المهارات لقضاء اكثر الوقت في إفادة النفس والشخصية إفادةً روحيةً وماديةً.

واقعاً ان مجموعة التوصيات التي نشرتها المرجعية الدينية العليا في العراق لدعم الفرد والمجتمع في ذات الوقت صبت في صالح الجماعة بصورة وأخرى وانقذت الوضع العام بطريقة مهنية وحرفية اتصفت بالذكاء والعبقرية والتي ساعدت الجميع على تخطي الازمة ، والتي لم يعاني منها هذا البلد العريق كما عانت المجتمعات  الأخرى منها، العجيب ان الجميع تسابق لإنجاح دعوة المرجعية وتوجيهاتها النبيلة وجعلها واقع يتمتع به الجميع دون استثناء.

الجميع يعيش البلاء يوماً ما؛ ليصنف المبتلى بعد ذلك بين الحامد الشاكر وبين العاصي الكافر الغاضب نحو ما أصابه ، بل انه لن يحتمل مشقة الامتحان ولايرضى بمنحة الاختبار، بل انه قد تتعلق نفسه بالحلول الضئيلة والتي قد تغرقه بالذنوب وتبعده عن مرضاة الخالق، حتى يبدأ باليأس فيمضي بنفسه الى الموت بواسطة الانتحار وهذا ذات اليأس الذي حذر الله منه  .

ان ما وراء الطبيعة الذي تجتذبه الطبيعة لنا هو الصورة المطابقة لما واجهه البشر بين الحين والأخرى من البلاء ، فنجد هناك من يتعامل مع الامر تعاملاً ايجابياً فيصنع قصته المميزة، ويجعل الناس تتطلعها وتقتدي بها اقتداءاً ملفتاً للنظر.

في هذا المقال المتواضع ادعوك من القلب ان تجد طريقك نحو الله من خلال البلايا التي تعيشها، وتحولها أسلوب حياة للتعايش مع الظروف والنجاح في تحقيق الذات وتخطي الظروف والصعاب بإرادة الشجعان.

هذا عين ما فعله الامام الصابر الحبيس المظلوم الامام الكاظم (عليه السلام) فعندما عاش تحت طاولة بلية السجن توجه الى الله بكل طاقاته ليصير هذا الرجل العظيم صاحب السجدة الطويلة التي تناقلتها لنا أوراق التاريخ معبرة عن جلال تلك العبادة، وان اعظم مجد صنعه الامام تلك الكلمات النورانية التي تلألأت كأنها النجوم في دعاءه المبارك: اللهم إنّك تعلم أنّي كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك ، اللهم وقد فعلت ، فلك الحمد.

المصادر
  1.  الاحتجاج : ٢ : ١٦٧ .
  2.  الإرشاد ٢ : ٢٤٠ ، الفصول المهمة : ٢٢٠.
  3.  البداية والنهاية ١٠ : ١٩٧ ، تاريخ بغداد ١٣ : ٣٣ ، نور الأبصار / الشبلنجي : ٢٠٤ ، إسعاف الراغبين / ابن الصبان : ٢٤٨ ، تذكرة الخواص : ٣٦٠ ، الفصول المهمة : ٢٢٢ ، الكامل في التاريخ ٦ : ١٦٤ ، سير أعلام النبلاء ٦ : ٢٧٣.

إقرأ ايضا