يعد مرض تسوس الأسنان من أكثر أمراض الفم والأسنان انتشاراً بين مختلف فئات المجتمع، حيث يحتل تسوس الأسنان المرتبة الثانية بعد نزلات البرد الشائعة من حيث الانتشار، وبمجرد وصول الطفل لسن الخامسة نشاهد ما يقرب من (4) أسنان مصابة بالتسوس، وأكثر من (10) أسنان مصابة بالتسوس عند البلوغ.
ان تسوس الأسنان هو تخرّب متفاقم في بنية السن، يتطور إذا ما ترك دون معالجة إلى مراحل مؤلمة وهدامة؛ تضعف السن، وتترك فرصة بقائه أضعف، ما لم تتم المبادرة بسرعة إلى رفع النخر في المراحل الأولى منه .
من العلامات المبكرة التي تُنذر ببداية حدوث التسوس؛ ظهور بقع بيضاء (طباشيرية اللون) على سطح الأسنان؛ مشيرة إلى منطقة من انحلال المعادن سببه تكون الأحماض في هذه المنطقة، ومع استمرار انحلال المعادن تتحول هذه البقع البيضاء إلى اللون البني. وفي حالة عدم الخضوع للكشف الطبي؛ تتحول البقع البنية إلى التسوس، وتحدث الثقوب في الأسنان. وأما إذا بقيت هذه البقع على لونها البني اللامع؛ فهذا يعني توقف عملية انحلال المعادن، ويكون هذا اللون مجرد بقعة، أما إذا تحولت إلى اللون البني الداكن؛ فهذا يشير إلى أن التسوس في حالة نشطة .
المحتوى الاساسي
أسباب تسوس الأسنان
يظن كثير من الناس أن التسوس يحدث بسبب إهمال الأسنان وعدم العناية بنظافتها فقط، ولكن التسوس علميا يحدث إذا اجتمعت العوامل التالية:
1 – المواد الكربوهيدراتية: حيث تعد الأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات بنسبة عالية مثل: السكريات، والنشويات، والبوظة، والحلويات، والفواكه، والعصير من أهم المواد التي تساعد على حدوث التسوس إذا بقيت على سطح السن لفترة طويلة.
2 – البكتيريا: فإن السكريات وحدها لا يمكن أن تحدث تسوساً إلا بوجود البكتيريا، وهناك أنواع معينة من البكتيريا تساعد على حدوث التسوس، منها: البكتيريا ذات الشكل الكروي، والبكتيريا ذات الشكل القضباني.
3 – قابلية الأسنان للتسوس: وذلك بسبب سوء التغذية في فترات تكوين الأسنان، حيث تقل نسبة المعادن في الأسنان كالكالسيوم والفوسفات؛ ما يؤدي إلى هشاشة الأسنان.
4 – عامل الزمن: فإذا لم يتم تنظيف الأسنان بالشكل الصحيح والمنتظم؛ يصبح من العسير السيطرة على (اللويحة الجرثومية) المتكونة على الأسنان وإزالتها بشكل فعال، وبالتالي سيبدأ تسوس الأسنان .
خطوات حدوث تسوس الاسنان:
1- تُترك على الأسنان بقايا الأطعمة المحتوية على الكربوهيدرات بنسبة عالية؛ مثل: الحلويات، والخبز، والفواكه، والعصير.
2- حينها تقوم البكتيريا الموجودة أصلاً في الفم بهضم هذه البقايا، وخاصة السكر والنشا، وتحويلها إلى أحماض.
3- تتحد هذه الأحماض والبكتيريا مع فضلات الطعام؛ لتشكل مادة لزجة هي اللويحة الجرثومية (البلاك) وتقوم هذه بدورها بالالتصاق بالأسنان، وتبرز بوضوح على الأضراس الخلفية، ولكنها تظهر على كل الأسنان وفوق اللثة وفي حواف الحشوات.
4- تعمل الأحماض الموجودة في اللويحة على إذابة سطح المينا للسن– وهي الطبقة الخارجية من السن التي تتألف من مادة تسمى هيدروكسي أبتايت- محدثة تجاويف تكون في البداية صغيرة غير مؤلمة، وتشكل مكاناً مثالياً لتكاثر الجراثيم، وتكبر داخل السن لتصل العاج (الطبقة المتوسطة من تاج السن) محدثة ألماً عند تناول البارد والساخن، ثم إلى لب السن (الأوعية الدموية والأعصاب) حيث يصبح الأمر مؤلماً وخاصة ليلاً .
أنواع تسوس الأسنان
للتسوس نوعان باعتبار زمن وسرعة حدوثه:
1 – التسوس المزمن: ويحدث خلال زمن طويل، وعلى عدة مراحل؛ مبتدئاً بالمينا، ثم العاج، وأخيراً اللب.
2 – التسوس الحاد: ويحدث بسرعة كبيرة؛ فيصل إلى لب السن دون أن تتمكن أنسجة السن من حمايته، ويحدث هذا النوع من التسوس كثيراً عند الأطفال .
مضاعفات تسوس الأسنان
لا يتوقف الأمر في التسوس على المنظر غير الجميل للسن، ولا يقف عند حدود السن أو الفم، إنما يتطور الأمر إلى مضاعفات صحية عدة، منها ما يصيب الأسنان نفسها، ومنها ما يتعدى ذلك. ومن هذه المضاعفات:
1 – خلع الأسنان.
2 – تآكل الأسنان.
3 – رائحة الفم الكريهة.
4 – خراج تحت جذور الأسنان: حيث يحدث استمرار تقدم التسوس تلفاً في اللب، ينتج عنه خراج تحت الجذر، ما يسبب التهابات كبيرة؛ كالتهاب الغدد الليمفاوية، والتهاب العظم، والتهاب الجيوب الأنفية.
5 – كما أن الأسنان المسوسة تشكل أحياناً مدخلاً لالتهابات خطيرة تؤثر على أعضاء أخرى من الجسم، كالقلب عند من يعانون من عيوب خلقية أو أمراض القلب الروماتيزمية.
6 – التهاب اللثة: حيث يعد تسوس الأسنان أحد الأسباب الرئيسية لالتهاب اللثة؛ الذي يظهر على شكل تقرحات قد تنتشر إلى المناطق الداخلية من اللثة، مما ينتج عنه حدوث نزيف واحمرار وتورم في اللثة.
7 – يضاف إلى ما تقدم حصول حساسية في السن، مع صعوبة في الضغط على السن والعض به، وكذلك ألم مستمر في الأسنان .
البكتريا المسببة لتسوس الاسنان:
1- جنس المكورات العنقودية Staphylococcu
2- المسبحيات القيحية (Streptococcus pyogenes)
3- بكتريا Bacillus cereus
4- بكتريا اشيريكيا القولون Escherichia coli
6-جنس المتقلبات Proteus
معاجين الاسنان
يفضل عند اختيار معجون الأسنان مهما كان نوعه أو نوع المشكلة التي يعالجها أن تتوفر فيه المكونات التالية:
1-الفلوريد : يصنف بكونه أحد المعادن الطبيعية ويعتبر الفلوريد المكون الاول والأهم في معظم معاجين الأسنان لما له من دور كبير في حماية الأسنان من التسوس، كما تقوم بعض الدول بإضافته إلى ماء الشرب لما له من فوائد عدّة في محاربة البكتيريا وتقوية الأسنان.
2– مضادات البكتيريا : الهدف منها القضاء على البكتيريا الضارة التي تتكاثر في الفم وحول الأسنان، ومنع تأثيرها السلبي في إضعاف الأسنان وتآكلها فضلاً عن إضعاف اللثة ورائحة الفم الكريهة، ومن أهمّ هذه المضادّات وأكثرها استخداماً في معاجين الأسنان الترايكلوزان.
3- المواد القلوية : تساعد هذ المواد في تكوين رغوة معجون الأسنان الكثيفة والتخلص من بقايا الطعام العالقة ما بين الأسنان، إلّا أنّها تستخدم بكميّات ضئيلة جداً لما يدور حولها من جدل كبير بكونها من المواد الضارّة بالجسم والمسبّبة للسرطان.
4- المواد المضادّة للجير : تمنع هذه المواد تشكل الجير على الطبقات الخارجية للأسنان، كما تساعد في تفتيت الجير المتشكّل مسبقاً.
المصادر
1- Reenu, Y. & Yadav, S.K. Dental Disease and Its Cure: A Review As. J. of Pharm. and Clin. Res. 6( 2) : 0974-2441. (2013).
2- Jamieson, L. M. ; Parker, E. J. & Armfield, J. M. Indigenous child oral health at a regional and state level. J. of . Paed. and Chi. Heal. 43 (3): 117–121.(2007)
3-White, D.J.; Kozak, K.M.; Gibb, R.; Dunavent, J.; Klukowska, M.& Sagel, PA. A 24-hour dental plaque prevention study with a stannous fluoride dentifrice containing hexametaphosphate. J. Contemp. Dent. Pract. 7(3): 1-11. (2006).
3- Loesche, W. Dental caries and periodontitis: contrasting two infections that have medical implications. Infect. Dis. Clin. of Nor. Ame. 21(2) : 471–502 .(2007).
4- Rautemaa, R.; Lauhio, A. ; Cullinan, M. P. & Seymour, G. J. Oral infections and systemic disease—an emerging problem in medicine. Clin. Microb. and Infec. 13(11) : 1041–1047. .(2007)
6-Quinn, P.J.; Carter, M.E.& Markey, B. Clinical Veterinary Microbiology. Mosby 6th ed. Edinburgh. Newyork. USA; 2004. p.191-208. .(2004)
7-Murray, P.R.; Baron, E.J.; Jorgensen, J.H.; Pfaller, M.A.& Yolken, R.H. editors. Manual of clinical microbiology. 8th ed., Washington, D.C., American Society for Microbiology Press, vol. 1.(2003)
8-Duman, A.D. ; Ozgen, M. ; Dayisoylu K. S. ; Erbil, N. and Durgac ,C. Antimicrobial Activity of Six Pomegranate (Punica granatum L.) Varieties and Their Relation to Some of Their Pomological and Phytonutrient Characteristics. Molecules 14: 1808-1817. (2009).
9-Fine, D.H. ;Furgang, D. ;Markowitz, K.; Sreenivasan, P.K.; Klimpel, K.& De Vizio, W. The antimicrobial effect of a triclosan/copolymer dentifrice on oral microorganisms in vivo. J. Am. Dent. Assoc. 137(10): 1406-1413. (2006)
10-Ozaki, F.; Pannuti ,C.M.; Imbronito, A.V.; Pessotti, W.; Saraiva, L.; de Freitas ,N.M. Efficacy of a herbal toothpaste on patients with established gingivitis a randomized controlled trial. Braz Oral Res; 20(2): 172-177. (2006).