كثرت بشكل كبير حالات المباني التي تصاب بالعيوب الانشائية قبل وصولها الى الحمل التصميمي او بعد فترة وجيزة من استخدامها، وقد تصل هذه العيوب الى تصدع كامل. وهذه الحالات تشغل الكثير من الباحثين للوصول الى ظروف وأسباب حدوث هذه الحالات وكذلك الى طرق علاجها وتجنب حدوثها. وكثير من هذه الحالات حدثت بسبب مشاكل في اساسات المباني او التربة وخواصها او تغيرات الرطوبة وارتفاع منسوبها. فلاستمرار ديمومة المنشآت يجب عدم تعرضها للرطوبة، فالأبنية المشيدة في أماكن رطبة يتغلل فيها الماء الى عشرات السنتمترات فوق مستوى الأرض وذلك بواسطة الخاصية الشعرية فيؤدي ذلك الى تلف عناصر موادها الانشائية والبنائية وبالتالي تقليل عمر المبنى وجعله غير صالح للسكن. إضافة الى ذلك ان التوسع العمراني الضخم الذي حدث في السنوات الاخيرة في العراق مع عدم ملاحقة شبكات الصرف الصحي أصلا أدى الى ارتفاع منسوب المياه الجوفية او الى اختلاط المياه الجوفية بمياه الصرف الصحي مما يزيد من تركيز الاملاح الضارة في المياه الجوفية.
المياه الجوفية هي عبارة عن مياه موجودة في مسام الصخور الرسوبية تكونت عبر أزمنة مختلفة تكون حديثة أو قديمة جدا لملايين السنين. مصدر هذه المياه غالبا الامطار أو الأنهار الدائمة أو الموسمية أو الجليد الذائب وعادة ترتفع المياه الجوفية او الأرضية بسبب الاسراف في استخدام مياه الشرب او مياه الري للحدائق، او تسرب المياه من شبكات المياه العذبة وشبكات الصرف الصحي وخاصة في المناطق التي ينقصها شبكات تصريف فعالة. يقدر إجمالي حجم المياه الجوفية في العراق بحدود 2 مليار م3.
- تأثير المياه الجوفية على الأبنية
- بعضها يختص بالتربة مثل التركيب الكيميائي وتركيز الاملاح في المياه الارضية وفي التربة، ومسامية التربة ودرجة الحرارة.
- البعض الاخر يخص العناصر الانشائية نفسها مثل جودة ونوعية المواد العازلة ونفاذية الخرسانة وخواص المواد المستعملة في الخرسانة.
- تكاثر الفطريات والبكتريا في المبنى والذي يسبب حالة غير صحية لمستخدمي البناية.
- عدم تماسك طبقة الانهاء للإسمنت والجص والبورك في المبنى
- فساد الاخشاب المستخدمة وانحناءها
- اتلاف الاصباغ
- تلف التكسيات للأرضيات والجدران
- تفتت وتمليح للأسس والأرضيات والجدران بسبب املاح الكبريتات والكلوريدات الموجودة في المياه الجوفية
- صدأ حديد التسليح في الاساسات والعناصر القريبة من التربة.
- هبوط او انحراف في الاساسات وحدوث شقوق وتصدعات بها وبباقي عناصر المنشأ.
- تسرب المياه الى الجدران والارضيات مما يؤدي الى هبوط الارضيات وتلف توصيلات الكهرباء والتليفون وتدهور البياض والرخام.
- طرق التغلب على المياه الجوفية اثناء انشاء المبنى
- يتم عمل ابار ويوضع عليها مضخات لكي تضخ الماء خارج الموقع ليتسنى للعاملين الحركة في الموقع او أي طريقة لسحب المياه حسب مستوى منسوب المياه الجوفية بالمنطقة.
- في حالة استخدام الركائز كأساس فيتم بدون تبديل التربة حيث يتم حفر الركائز وصولا الى التربة القوية وصبها بالخرسانة المسلحة حسب التصميم المعد لذلك وثم عمل القبعة للركائز وتكون حسب التصميم المعتمد على وزن المنشأ ونوع التربة.
- في حالة الاساس الحصيري والأنواع الاخرى التقليدية فانه يتم تبديل التربة بالعمق المطلوب للحصول على التحمل المطلوب بالاعتماد على فحوصات التربة من تحريات التربة في الموقع وتكون الطبقة الاولى من الجلمود وباقي الطبقات من الحصى الخابط وبسمك 25 سم او حسب التصميم.
- في المناطق التي تكون فيها التربة جافة تعمل الطبقة العازلة من طبقة واحدة من الخيش المقطرن ووجهين بيتومين.
- في حالة التربة ذات الرطوبة البسيطة تعمل الطبقة العازلة من طبقتين من الخيش المقطرن وثلاثة أوجه من البيتومين بينهم.
- في حالة التربة ذات الرطوبة العالية تعمل الطبقة العازلة من 3 طبقات من الخيش المقطرن مع أربعة أوجه من البيتومين بينهم.
- معالجة الأبنية المشيدة المعرضة للمياه الجوفية
- المستوى الاول:
شكل رقم (1): اضرار المياه الجوفية للأبنية من المستوى الاول
- المستوى الثاني:
شكل رقم (2): اضرار المياه الجوفية للأبنية من المستوى الثاني
- مستوى الثالث:
شكل رقم (3): اضرار المياه الجوفية للأبنية من المستوى الثالث
- الخلاصة والتوصيات
- التأكد من فحوص التربة وتصميم الاساسات بعناية تامة قبل تنفيذ البناء مع وضع الشروط اللازمة لحماية الاساسات من الظروف البيئية المحيطة بها.
- الاهتمام بنوع المواد المستخدمة والتأكد من وملاءمتها لطبيعة المنطقة ومدى صلاحيتها وكفاءتها في الاستخدام.
- عمل دراسات مستقبلية على أكثر العوامل البيئة تأثر على المباني في العراق وفي جميع المحافظات ودراسة طرق الحد من اضرارها بتطبيق الحلول على الأبنية المتضررة ودراسة فعالياتها.
- السيد عبد الفتاح القصبي، محمود مغاورى السعدنى، (1993) “تأثير الظروف المحيطة بالأساسات على سلامة المنشآت” الهندسة المدنية، جامعة الازهر، مصر.
- بان محمد رحيم (2017) “تشوهات المباني والأسباب في فشل وانهيار المباني الانشائية” هندسة مدني، mohameed197215@yahoo.com.
- ايمان محمد عبد الغفار صالح (2015) “أثر العوامل البيئية في المباني” بحث تكميلي مقدم لنيل درجة الماجستير في الهندسة المدنية، هندسة التشييد، جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا.
- اسوس محمد علي جميل (2015) “تأثير الرطوبة على المباني وطريقة عزل الرطوبة ومواد العزل المستخدمة” هندسة مدني، اتحاد مهندسي كوردستان.
- محمود رشيد محمود، علاء مهدي درويش، (2006) “حماية الأسس الخرسانية المسلحة من تأثير المياه الجوفية باستخدام مانع الرطوبة “مجلة الهندسة والتنمية، المجلد 10، العدد 3، قسم هندسة البناء والانشاءات، الجامعة التكنولوجية، بغداد العراق.