الاصابة بفايروس الكورونا المستجد اثناء الحمل وتأثيراتها على الأم والطفل

 

شارك المقال

Facebook
Twitter
Telegram
WhatsApp
Email
LinkedIn

إقرأ ايضا

ان جائحة كورونا تعتبر الشغل الشاغل للعالم في الوقت الحاضر بسبب الانتشار السريع ومخاطر المرض العديدة ونسبة الوفيات مقارنة بالامراض الفايروسية الاخرى. ولان فترة الحمل تعتبر من أهم الفترات في حياة المرأة وتعلقها بصحة الأم والجنين لذلك فأن الاصابة بفايروس الكورونا المستجد اثناء الحمل يعتبر عاملا حرجا ومهما وله تأثيرات كبيرة على الأم والطفل.
يعتبر مرض المتلازمة التنفسية الحادة لفايروس كورونا المستجد من اخطر الاوبئة التي عانت منها البشرية منذ بداية القرن العشرين عندما حصل وباء الانفلونزا الاسبانية حتى الان، حيث تم اعلانه كوباء عالمي من قبل منظمة الصحة العالمية. ان فايروس كورونا المستجد هو احد فايروسات العائلة التاجية ويتميز بكونه سريع العدوى عن طريق الرذاذ من الشخص المصاب وعند دخوله الى جسم الانسان عن طريق الرئتين يبدأ بالتكاثر داخل خلايا الجسم مما يزيد من شدة المرض وحدة الاعراض وبصورة رئيسية التنفسية منها حيث يؤدي الى المتلازمة التنفسية الحادة.
ان فترة الحمل تعتبر من الفترات الخطرة والحرجة بسبب التغيرات الفسلجية والمناعية في الجسم خاصة اثناء الثلث الاخير من الحمل، حيث يعتبر الحمل حالة من حالات نقص المناعة الجزئية مما يعرض المرأة الحامل لمخاطر اكثر عند الاصابة بفايروس كورونا المستجد ويجعلها وجنينها عرضة للعديد من تعقيدات المرض بالاضافة الى حقيقة ان معظم الادوية التي تستعمل لعلاج المرض هي من الادوية الممنوعة او المشكوك في سلامتها اثناء الحمل. مع ذلك هناك العديد من البحوث والتقارير التي اكدت ان الاصابة بالمرض اثناء الحمل لا تختلف كثيرا عن الاصابة في غير الحوامل.
 اعراض المرض عند المرأة الحامل
قد لا تختلف الاعراض في الحوامل عنها في غير الحوامل لكنها في بعض الحالات تكون اكثر حدة. تشمل الاعراض الحمى، الصداع، فقدان حاستي الشم والتذوق، التهاب اللوزتين، ضيق والم الصدر، صعوبة التنفس، السعال الجاف، الضعف العام و الم العضلات، في بعض الحالات تحدث اعراض اخرى كاحتقان وسيلان الانف، الاسهال واعراض اخرى.   تشخيص المرض:
التشخيص يعتمد على الفحص السريري للاعراض، اجراء الفحص الشعاعي (المفراس الحلزوني) لفحص حالة الرئتين بالاضافة الى اجراء المسحات الخاصة بتشخيص فايروس الكورونا المستجد والتي تتم بأخذ عينة (مسحة) من المجرى التنفسي للشخص المشكوك باصابته ويتم فحصها في المختبر بواسطة تحليل خاص يسمى تفاعل البوليمرات المتسلسل (RT-PCR: reverse transcription polymerase chain reaction) والذي يحدد وجود الحمض النووي للفايروس في الجسم.    مخاطر وتعقيدات المرض اثناء الحمل: ان الاصابة بفايروس كورونا المستجد خلال الفترات اللاولى من الحمل لا يكون مختلفا عن الغير حوامل من ناحية الاعراض والمخاطر وتكون الاصابة خفيفة او متوسطة الشدة. اما الاصابة في الثلث الاخير من فترة الحمل فإنها قد تؤدي الى مخاطر وتعقيدات اكبر وربما تؤثر بشكل كبير على الام والطفل، من هذه المخاطر اثناء الحمل:
·         تأخر وتقييد نمو الجنين داخل الرحم.
·         خطر الولادة المبكرة.
·         فقدان الحمل.
·         الحاجة الى الدخول للمستشفى.
·         الحاجة الى الادوية المضادة للفيروسات والمضادة للالتهابات.
·         الحاجة الى الاوكسجين في الحالات الشديدة.
·         الدخول الى وحدة العناية المركزة التنفسية (وحدة الانعاش الرئوي) في بعض الحالات الحادة.
·         الاضطرار لاجراء العمليات القيصرية.
·         الوفاة في حالات نادرة جدا.
   مخاطر انتقال المرض الى الطفل والاعراض عند حديثي الولادة:
بالرغم من الابحاث العديدة في هذا المجال، الا انه لحد الان لم يثبت ان فايروس كورونا المستجد ينتنقل من الام الى الجنين اثناء الحمل بالرغم من تسجيل العديد من حالات الانتقال واثبات اصابة الطفل حديث الولادة بالفايروس بعد ساعات من الولادة. توجد العديد من النظريات التي يعتقد ان الفايروس ينتقل من خلالها الى الجنين التي ما زال العلماء يحاولون اثباتها منها وجود مستقبلات خاصة يرتبط بها الفايروس والتي ثبت وجودها في المشيمة، اثبات وجود الاجسام المضادة للفايروس في عينات الدم المأخوذة من المشيمة والطفل بالاضافة الى اثبات وجود الحمض النووي للفايروس في المشيمة.
على الرغم من هذا فان احتمالية انتقال الفايروس من الام للطفل سواء اثناء الحمل او الولادة تعتبر قليلة جدا مقارنة بالامراض المعدية الاخرى. بالاضافة الى ذلك فأن الاعراض والمخاطر في الاطفال حديثي الولادة المصابين بالمرض لا تكون حادة وشديدة الا نادرا.
هذه الاعراض والمخاطر تشمل الحمى، السعال، ضيق التنفس، الاسهال او انتفاخ البطن، قلة الوزن، الحاجة الى الاوكسجين، الدخول الى وحدة الانعاش الرئوي في الحالات الحادة.
الاحتياطات الواجب اتخاذها اثناء الولادة وبعدها لمنع انتقال المرض الى الطفل:
بالرغم من انه لا توجد طريقة لمنع انتقال الفايروس الى الجنين اثناء فترة الحمل، الا ان الاحتياطات اثناء الولادة وبعدها ضرورية جدا للمحافظة على صحة المولود سواء ان كان مصابا او لا. من هذه الاحتياطات:
اولا: قبل الولادة
·         مراقبة الجنين عن طريق الفحص بالموجات فوق الصوتية (السونار).
·         مراقبة الفعاليات الحيوية وبالاخص نسبة تشبع الدم بالاوكسجين (SpO2).
·         اخذ كافة الاحتياطات الوقائية لمنع انتقال المرض للاشخاص المحيطين وللكادر الصحي عند مراجعة المستشفى.
ثانيا: اثناء الولادة
·         اختيار طريقة الولادة اما بالولادة الطبيعية او العملية القيصرية يعتمد على الحالة الصحية للحامل. الا انه يعتقد ان انتقال المرض للطفل يكون اكثر احتمالية عند اتصاله بإفرازات المهبل التي قد تحتوي على الفايروس.
·         استمرار متابعة حالة الجنين بقياس النبض والحركة اثناء الولادة.
·         في الحالتين يجب اتخاذ كافة الاجراءات الوقائية للكادر الطبي من ارتداء الكمامات والكفوف والتعقيم المستمر وغيرها.
·         في حالة التأكد من عدم وجود الفايروس في افرازات المهبل والسائل الأمينوتي يمكن اجراء الولادة بطريقة طبيعية.
·         في حالة الولادة بواسطة العملية القيصرية، يفضل استعمال التخدير النصفي من خلال حقن التخدير بين الفقرات في الحبل الشوكي وذلك لتجنب التخدير العام والحاجة الى استعمال أنابيب واجهزة التنفس خلاله لما له من دور كبير في انتشار العدوى بالاضافة الى وجود خلل في وظائف الرئتين في المريضة المصابة مما يعرضها لمخاطر اكثر عند استعمال التخدير العام.
·         في حالتي الولادة، يجب أخذ عينات من المشيمة، الحبل السري والسائل الأمينوتي لتحليلها والتأكد من عدم وجود الفايروس فيها.
ثالثا: بعد الولادة
·         أخذ عينات من الطفل لغرض التأكد من عدم انتقال العدوى له اثناء الحمل او الولادة وتعاد هذه التحاليل بعد عدة ايام للتأكيد.
·         عزل الطفل عن الأم مباشرة بعد الولادة ولمدة اسبوعين على الاقل الى حين التأكد من تحسن حالتها وشفائها تماما من المرض.
·         ادخال الطفل الى ردهة الخدج وعزله عن بقية الأطفال الموجودين في الردهة لحين التأكد من عدم انتقال العدوى له من الأم.
·         منع الرضاعة الطبيعية من الأم مباشرة تماما لأول اسبوعين لنفس السبب المذكور أعلاه.
·         التأكد من وجود شخص مرافق للطفل ويكون خالي تماما من اعراض المرض للاعتناء بالطفل في حالة خروجه من ردهة الخدج بعد التأكد من سلامته من المرض.
     النصائح العامة للحوامل خلال جائحة كورونا:
اولا: خلال الحمل
·         اتخاذ اجراءات السلامة كافة لتجنب الاصابة بالمرض.
·         الحفاظ على الحركة المستمرة وشرب كميات كافية من السوائل لتجنب امراض تخثر الدم.
·         الحفاظ على مستوى فعالية مقبول والقيام بالتمارين الرياضية البسيطة.
·         المحافظة على الغذاء الصحي والمقويات اللازم اخذها خلال الحمل مثل حمض الفوليك وفيتامين دال (D).
·         الالتزام بالمراجعة الدورية للطبيبة النسائية واجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة.
ثانيا: عند الشعور باعراض المرض
·         في حالة حدوث الاعراض الاولى للمرض مثل فقدان الحواس او الحمى، يجب الاتصال بالطبيب المختص والقيام بالتحاليل والفحوصات اللازمة للتأكد من المرض.
·         في حالة ازدياد الاعراض وتفاقمها يجب الذهاب الى المستشفى حتى تكون المريضة تحت الرعاية والاشراف الطبي المباشر.
ثالثا: في حالة التأكد من الإصابة بالمرض
·         إبلاغ الطبيبة النسائية المتابعة للحالة بتأكيد الإصابة والمتابعة معها ومع الطبيب المختص بالمرض من أجل تقييم الحالة الصحية للمريضة ومتابعة فعاليات الجنين وتحديد امكانية استمرار الحمل او انهاءه وموعد وطريقة الولادة تبعا لذلك.
في الختام فإن العنصر الرئيسي في هذه الجائحة هو الوقاية والتباعد والالتزام بالاجراءات الصحية من ارتداء الكمامان والكفوف وغيرها والالتزام بالحظر الصحي لنجنب انفسنا واحبابنا الاصابة بهذا المرض فالوقاية دائما خير من العلاج وقانا الله وإياكم شر هذا الوباء وحفظ شعبنا ووطننا الغالي من كل سوء
 
1-     “Coronavirus (COVID-19) infection and pregnancy Version 7”. Royal College of Obstetricians & Gynaecologists. 9 April 2020. Retrieved 2020-04-14.
2-     Liang H, Acharya G. Novel corona virus disease (COVID‐19) in pregnancy: What clinical recommendations to follow?. Acta obstetricia et gynecologica Scandinavica. 2020 Apr;99(4):439-42.
  3-     Yang H, Wang C, Poon LC. Novel coronavirus infection and pregnancy. Ultrasound in Obstetrics & Gynecology. 2020 Apr;55(4):435.
  4-     Rasmussen SA, Jamieson DJ. Coronavirus disease 2019 (COVID-19) and pregnancy: responding to a rapidly evolving situation. Obstetrics and Gynecology. 2020 May 1.

إقرأ ايضا